مَوضوعٌ عن ( العادياتِ )!
الحِصانُ العَربيّ؛ وما يتمتّعُ به سِماتٌ!
يُعتبرُ الحصان العربيّ من أقدم الجِياد على الإطلاق بدمه الأصيل؛
الذي يسري عبر عُروق كلّ نسل من سلالاته,
بل إنّ الحقائق التّاريخية تُشيرُ إلى أن بلاد العرب؛
لم تعرف إلاّ سُلالةً واحدة ً من الخَيل الأصيلة؛
التي كانت تُستخدمُ لغرضين اثنين: الحَرب و السّباقات.
مَعنى الأصالة:
تُعتبرُ الأصالةُ للخيل إحدى أهمّ الخَصائص التي يُبحثُ عنها،
وأصالةُ الخَيل: أي أنّ ميلادها تمّ من سُلالة أصليّة؛
دون الاختلاط بدماء دخيلة (هَجين)، إضافة إلى ضرورة وُجود السّلالة بصفة مُستمرة.
وحسب رأي المؤرخين فإنّ الخيل العربيّة الأصيلة؛
هي الخيل ذات السّلالة الأصيلة الوَحيدة للخُيول العربيّة.
أي أنّ خُيول السّلالات الأخرى تُسمّى خيولاً (مؤصلة ً)، وليست خيولاً أصيلةً ذات دماء نقيّة.
أهمُّ صفات ِالخَيل العربيّة الأصيلة:
إضافةً إلى كون الخيل العربيّ أصيل الدّم مُستمرّ السّلالة،
فإنّ العرب ومُنذ القدم كانوا يعتنون به عنايةً خاصّةً؛
تصل لحدّ التّعصب للدّم في تربية سُلالات الخيل.
ممّا أدّى إلى ظهور خيلٍ عربيّة أصيلة بصفاتٍ مُتميّزة، دائمةٍ مُستمرّة؛
وهي: نَبالة الشّكل, وقوّة الاحتمال, والقُدرة على نقل الصّفات الى ذريّتها.
ويمتازُ الحصانُ العربيّ بصغر حَجمه وقصر قامته من 1.41 - 51 قبضةٍ؛
أي حوالي 4 بوصة، وفي المُتوسّط يزنُ الخيلّ العربيّ قرابة 1000 رطل.
والخيل يتميز بعدّة صفاتٍ أهمّها:
جمالُ الشّكل: يُمكنُ الحُكم على الحصان العربيّ الأصيل؛
أثناء عمليّة الانتقال؛ من حالة السّكون إلى الحَركة.
حيثُ التّحوّل من جَواد بمظهر عاديّ إلى جَوادٍ مُفعم بالحَركة والنّشاط المُتّقد.
ولا توجدُ سُلالةُ خيلٍ؛ تمتلكُ تلك الصّفات الجسمانيّة البديعة؛
بدءاً من رأس مُعبّر وجميل،
مُروراً بالرّقبة, والعين الكبيرة المُشرقة، انتهاءً بالذّيل.
القوة والقدرة على التحمل :
على الرّغم من صغر حجم الحصان العربيّ الاصيل؛ مُقارنةً بغيره من السّلالات الأخرى،
إلاّ أنّه يمتازُ بالقُوّة والقُدرة على التّحمّل بشكل مُغاير لبُنيته.
كما أنّه يمتازُ بالقدرة على قَطع المَسافات الطويلة؛
دونَ أن تبدو عليه علاماتُ التّعب أو الإجهاد.
إضافةً إلى نَقل ما تمتازُ به من صفاتٍ إلى ذريّتها؛
لمدّة قد تصلُ إلى قرن كامل.
مُواصفات الخَيل العَربيّ الأصيل:
اللّونُ: يغلب اللّون الأبيض على الخيل العربيّة الأصيلة،
كما أن الخيول الكميتة أو الحَمراء هي المَشهورة،
إضافةً إلى الخيول العربيّة الأصيلة شقراء اللّون.
القامةُ: يمتازُ الخيلُ العربيّ الأصيلُ بقصر القامة،
ويعود السّبب إلى الأسلوب الذي يتّبعه البدو؛
حيث يعتمدون على عُشب المراعي، أو الغذاء غير الكافي.
البدنُ: يمتازُ الحصان العربيّ بشكله الجميل،
وحسن مظهره وجَمال تَنسيق بدنه،
أمّا عرض الحصان العربيّ فمُتوسّط.
تمتازُ الخيل العربيّة الأصيلة بالصّلابة؛
لوُجود قامتين أماميتين نحيلتين مُستقيمتين؛ ناميتين مع وُجود حَوافر مثاليّة.
بعضُ الأوصاف الأخرى والشّكل العام:
إضافة إلى ما سبق يمتازُ الخيل العربيّ الأصيل برقة جلده ونعومته,
بل يمكن القول أنّه أملسٌ مصقولٌ،
ويختلف ملمس الشّعر في الصّيف عنه في الشّتاء.
وذيله مُرتفع إلى أعلى أثناء السّير أو العَدو.
من أهمّ ما تمتازُ به الخيل العربيّة الأصيلة الذّكاء والطيبة.
كما أنّها نشيطة وذات همّة عالية.
ومهما ذُكر من صفات الخيل الجِسميّة،
والطباع التي يمتازُ بها الخيلُ العربيّ الأصيل؛
عن غيره إلاّ أنّ التّجربة، وامتطاء الخيل العربيّ الأصيل؛
هي التي تُبرهنُ على صحّة هذا القول.
فبمُجرد امتطاء الفارس لصهوة الخيل العربيّ الأصيل؛
يُدرك ما يتّسمُ به الخيل من همّة ونشاط وذكاء،
وخفّة الحَركة والقُدرة على التّحمل.
بمُلاحظة حصانٍ عربيّ أصيلٍ يتحرّك أمامك يتبيّن لك الآتي:
لا يرفعُ الحصانُ القائمتين الأماميّتين عالياً على الإطلاق.
لا تنعقفُ القوائم عند الرّكبة والرّسغ؛
إلاّ قليلاُ جداً ويدفعُها إلى الأمام بقوّة.
وعندما يَعدو الحصان تكون خطواتُه طلقةً و طويلة.
والقائمتان الخلفيتان تتخطيان القائمتين الأماميّتين بسُهولة عند العدو.
أنّ العَدو بأقصى سُرعة هي أفضل طريقة لعَدو الحصان العربيّ الأصيل.
صورةٌ توضيحيّة لأجزاء الحِصان العربيّ الأصيل:
صورةٌ أُخرى لتَوضيح عِظام الحِصان العربيّ:
وأخيراً يبقى الحِصانُ العربيّ الأصيلُ الأكثر طلباً من قبل الفُرسان.
ويُعتبرُ مُنذ القدم وحتّى يومنا هذا هو الحِصان الوحيد؛
الذي تتوفّرُ فيه مُميّزات وخصائص الفُروسيّة العربيّة القديمة.
بل إنّ فصيلتة أصبحت الفَصيلة الأصيلة الوَحيدة.
سُبحانَ ربّنا القائلِ:
" . وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا،
وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "؛
[ النّحل: 8].
وصّلى اللهُ تَعالى وسلّمَ وباركَ؛
على خيرِ الوَرى مُحمّدٍ؛
صحّ عنهُ قولُهُ؛ عن عبدالله بن عُمر رضي الله تَعالى عنهُما:
" الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".( البُخاريّ؛ في المَناقب: (3644 )).