المرحلة التاريخية
التي مرت بها الخيل العربية الأصيلة
في
المملكة العربية السعودية
للباحث الأستاذ / عبدالعزيز السناح
للخيل العربية الأصيلة ارتباط وثيق بتاريخ وحضارة بلادنا (المملكة العربية السعودية) حيث تم توحيد البلاد على فرس وفارس في رحلة كفاح تجاوزت الثلاثين عاماً بقيادة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ال سعود طيب الله ثراه وبعد أن استقرت الأمور نسبياً فإن المؤسس لم يهمل الخيل العربية الأصيلة أو ينسخها من الذاكرة بل حافظ عليها كواحدة من أهم المواريث وجعلها في (خفس دغره) بمحافظة الخرج حيث تنمّى وتتوالد ولا يخالطها غير أصيل وشدد في أوامره بالمحافظة عليها والعناية بشأنها وكان ذلك ابتداء من عام ( 1346هـ) الموافق (1928م) وبعد أن استتب الأمن نهائياً جمع خيول القبائل العربية حيث لم يعد هناك حاجة لها بعد توحيد البلاد فصاروا يهدونها له ويجزل لهم المكافأة حتى تكونت عدة مواقع بالمملكة خصص لها شعبة من الديوان الملكي داخل القصر لرعاية الخيل العربية الأصيلة ونظم لها السباقات ابتداءاً من توحيد البلاد عام (1351هـ) في كل من الطائف والرياض وشرف معظم سباقاتها كما قام بزيارتها في خفس دغرة ووقف عليها وتحدث مع المشرفين عليها ووجههم توجيهاً ساهم في علو شأنها كما زارها الملك سعود رحمه الله عندما كان ولياً للعهد مرتين وزارها الأمير محمد بن سعود الكبير رحمه الله في عام (1375هـ).
وأقيم أول سباق للخيل العربية الأصيلة على شرف سموه وكانت قيمة الجائزة 500 ريال مقدمة من سموه وكان الفائز بالمركز الأول الخيال عبدالله بن كريوين المجيولي العتيبي ثم نقلت الخيل العربية الأصيلة من (خفس دغرة) إلى (وادي ديراب) في عام (1383هـ) وذلك بتوجيه كريم من الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله وأشرفت عليها وزارة الزراعة واستمرت سباقات الخيل العربية الأصيلة تقام حتى عام (1387هـ) فتوقفت حتى يومنا هذا بسبب استيراد الخيل المهجنة (ثربرد) وفي عام (1986م) أنضمت المملكة إلى عضوية المنظمة العالمية للحصان العربي (الواهو) بصفة عضو مشارك وفي عام ( 1991م) اعتمد السجل الأول لأنساب الخيل العربية الأصيلة بالمملكة بالإجماع وذلك بعد مناقشات استغرقت مايقارب السنتين وكان عدد الخيل المسجلة فيه (913) رأس وفي عام ( 1992م) أنظمت المملكة لمنظمة( الإيكاهو) المؤتمر الأوربي لمنظمات الخيل العربية الأصيلة والتي تعنى بمعارض الجمال والسباقات والتسجيل وتم تصميم النظام الأول لبيانات سجلات الخيل العربية الأصيلة بالحاسب الآلي للمملكة العربية السعودية وتمت إقامة سباق التحمل الأول للجياد العربية بالتعاون مع الإتحاد السعودي للفروسية ضمن فعاليات المهرجان الوطني الثامن للتراث والثقافة بالجنادرية وشارك فيه أكثر من ( 170) متسابق من كافة أنحاء المملكة وقدمت فيه جوائز قيمة للعشرة الأوائل إلى جانب مكافأة مالية للخمسين الأوائل الذين وصلوا إلى خط النهاية واستمرت سباقات التحمل تقام في بلادنا سنوياً منذ عام ( 1992م).
كما أن هناك العديد من المشاركات الدولية للفرسان السعوديين في سباقات التحمل حققوا فيها انتصارات للفروسية السعودية على صهوات خيل الجزيرة العربية منها حصول فرسان المنتخب السعودي على الميدالية الفضية في بطولة أوروبا لعامي (1996م) في فرنسا وفي عام (1997م) في سويسرا , وحصول الفارس طارق عبدالهادي على بطولة العالم لعام ( 1997م) وهناك الكثير مما لاتسعفني المصادر بإيراد أسمائهم وفي عام( 1996م) أقيم العرض الوطني الأول للخيل العربية تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود بمركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة قي ديراب وكذلك العرض الوطني الثاني عام (1998م) تحت رعاية سموه وهذه الأنشطة أعادت للخيل العربية الأصيلة شيئاً من مكانتها المرموقة
منقول